فالس في زيارة “استثنائية” للجزائر اليوم..

5 minute read

يحل، اليوم، الوزير الأول الفرنسي مانوال فالس بالجزائر، في زيارة رسمية تدوم يومين، على رأس وفد هام يتكون من 10 مؤسسات ورجال أعمال ووزراء، من أجل التوقيع على عدة عقود واتفاقيات اقتصادية، أهمها وضع حجر أساس مصنع شركة بيجو للسيارات بالقرب من مدينة وهران، هذه الزيارة التي تأتي في ظروف "استثنائية" يطبعها توتر دبلوماسي طغى مؤخرا على السطح بين البلدين، ظهر في استدعاء الخارجية الجزائرية السفير الفرنسي، برنارد إيمي، لإبلاغه استياء الجزائر من الحملة الإعلامية المنظمة ضدها في فرنسا بسبب "وثائق بنما".

يحل، اليوم، الوزير الأول الفرنسي مانوال فالس بالجزائر، في زيارة رسمية تدوم يومين، على رأس وفد هام يتكون من 10 مؤسسات ورجال أعمال ووزراء، من أجل التوقيع على عدة عقود واتفاقيات اقتصادية، أهمها وضع حجر أساس مصنع شركة بيجو للسيارات بالقرب من مدينة وهران، هذه الزيارة التي تأتي في ظروف "استثنائية" يطبعها توتر دبلوماسي طغى مؤخرا على السطح بين البلدين، ظهر في استدعاء الخارجية الجزائرية السفير الفرنسي، برنارد إيمي، لإبلاغه استياء الجزائر من الحملة الإعلامية المنظمة ضدها في فرنسا بسبب "وثائق بنما".

استدعاء السفير الفرنسي مرتين خلال 5 أشهر
الظروف الاستثنائية هذه، غذاها احتجاج الجزائر رسميا على ما نقلته جريدة "لوموند الفرنسية"، وذلك باستقبال وزير الخارجية رمطان لعمامرة للسفير الفرنسي بارنار ايميي الذي أبلغه استياءه العميق مما اعتبرها حملة إعلامية تهدف إلى تشويه صورة الرئيس بوتفليقة، عبر نقل أخبار كاذبة لا علاقة لها بحرية الإعلام، وتشديده بأن "الحملة ضد الجزائر هي ذات نوايا سيئة ومضللة، ولا يمكن إطلاقها وتبريرها بحرية الصحافة، كما أن هذه الحملة بلغت أوجها من خلال مناورات قذف ضد مؤسسة الرئاسة"، وعلى أن "واجب فرنسا الأخلاقي والسياسي أن تعرب عن استنكارها لهذه الحملة التي لا تتلاءم ونوعية ومستوى العلاقات الجزائرية -الفرنسية".

وتعد هذه المرة الثانية الذي يستدعى فيها السفير الفرنسي، ففي شهر أكتوبر الماضي، طلب حضوره للخارجية الجزائرية، لتقديم توضيحات حول معاملة غير لائقة تعرض لها وزير الاتصال، حميد قرين، في مطار شارل ديغول بباريس. لكن ذلك لم يؤثر على وتيرة تبادل الزيارات التي شهدت ارتفاعا منقطع النظير في الفترة الأخيرة، بمجيء عدد كبير من الوزراء، وحتى شخصيات سياسية من اليسار، وحتى من المعارضة اليمينية الفرنسية، أبرزها ألان جوبي المترشح لرئاسيات 2017.

الزيارة فرصة لتقوية الشراكة القائمة بين البلدين
وتندرج هذه الزيارة في إطار اجتماع اللجنة الحكومية المشتركة رفيعة المستوى المقررة غدا الأحد بالجزائر العاصمة، ويعتبر جون مارك إيرول الذي كان قد ترأس أشغال الدورة الأولى لهذه اللجنة المشتركة بصفته وزيرا في شهر ديسمبر 2013 بالجزائر العاصمة، انعقاد أشغال هذه اللجنة فرصة لتقوية الشراكة القائمة بين البلدين في جميع المجالات، وخاصة في المجال الأمني ومكافحة الإرهاب، والتكوين وتشغيل الشباب، فضلا عن مجال تنمية الصناعة من خلال المشاريع الكبرى التي تخص قطاعات النقل، الصحة والطاقة.

أنظر أيضا :

    وينظم على هامش الزيارة المنتدى الثالث للأعمال الجزائري الفرنسي بحضور العشرات من رجال الأعمال من البلدين بحضور عدة وزراء، ويبحث المنتدى قطاعات الاقتصاد الرقمي والصناعة الدوائية والزراعة ومناولة الصناعات الميكانيكية والسيارات.

    ومن بين الوزراء الذين سيرافقون فالس، وزير الداخلية برنار كازنوف، ووزير الاقتصاد الصناعة والرقمنة امانويل ماكرون، ووزيرة الشؤون الاجتماعية والصحة ماريسول توران، ووزيرة التربية نجاة فالو-بلقاسم، ووزيرة الثقافة والاتصال أودري أزولاي.

    الزيارة ستتوج بتوقيع خمس اتفاقية شراكة
    ومن المقرر أن تتوج هذه الزيارة بتوقيع خمس اتفاقية شراكة لإنشاء خمسة مشاريع اقتصادية كبرى، حسب ما صرح به قاسي آيت يعلى رئيس غرفة التجارة والصناعة بباريس مؤخرا، بداية بمشروع لرقمنة تسيير المستشفيات الجزائرية، ومثله لتوطين شركة فرنسية متخصصة بالجزائر تعمل على إنتاج برامج معلوماتية لفائدة البنوك من أجل تطوير نظام الأمن والحماية ورقمنة تسيير البنوك، ثالث مشروع سيخص تأسيس شركة لصناعة العتاد الفلاحي، وأخرى لرسكلة النفايات الصلبة والحديدية، وقد يختار له موقع بغرب البلاد قريبا من مصنعي رونو وبيجو، خامس مشروع كشف عنه المتدخل يخص مصنعا ضخم لإنتاج وصناعة الخبز بنظام للمعالجة والرسكلة للكميات الكبيرة التي يتم رميها في الجزائر.

    وضع حجر الأساس لمصنع السيارات "بيجو"
    وسيزور مانويل فالس، وهران، لوضع حرج الأساس الخاص بمصنع السيارات بيجو، حيث تم التوصل إلى اتفاق نهائي فيما يتعلق بإنشاء ثاني مصنع للسيارات يحمل علامة "بيجو" الذي سيقام بولاية وهران، حيث بلغت القيمة المالية للمشروع نحو 100 مليون أورو، على أن يكون الإنتاج موجها لتغطية احتياجات السوق الوطنية في بادئ الأمر.

    وسيكون لهذا لمشروع بعد استثماري استراتيجي بالنسبة للسوق الجزائرية، سواء تعلق الأمر بخلق ثروة بديلة لما بعد البترول، أو فيما يخص سوق العمل، قياسا بما سيحدثه المشروع من حراك باستحداثه عددا هاما من مناصب الشغل المباشرة وغير المباشرة، كما يندرج المشروع في إطار سعي الحكومة لتجديد حظيرة السيارات التي بلغ معدل عمرها الـ20 سنة، كما أن المشروع يستجيب للمبدأ والاستراتيجية التي اعتمدتها الجزائر، والرامية بالأساس إلى تنويع مصادر تعاملاتها، سواء تعلق الأمر بالبلدان أو ما ارتبط منها بتنويع المتعاملين الاقتصاديين.