"ازدواجية" التصريحات بين فالس ووزير خارجيته ... مهــادنة بالجــزائر ومداهـــمة من هيـــروشيما !

3 minute read

تناقضت توجهات الحكومة الفرنسية في التعامل الرسمي مع قرار الجزائر القاضي بمنع منح التأشيرة لعدد من وسائل الإعلام الفرنسية بفعل "تباين" تصريحات المسؤولين الفرنسيين وردود  ...

 

تناقضت توجهات الحكومة الفرنسية في التعامل الرسمي مع قرار الجزائر القاضي بمنع منح التأشيرة لعدد من وسائل الإعلام الفرنسية بفعل "تباين" تصريحات المسؤولين الفرنسيين وردود الفعل

الرسمية بين اتجاه إيمانويل فالس نحو "المهادنة" بالجزائر ونزوع وزير الخارجية جون مارك إيرو إلى "المداهمة" والتهجم على القرار السيادي للسلطات الجزائرية من هيروشيما.

صنعت الحكومة الفرنسية التي يقودها رئيس وزراء متواجد بالجزائر "ازدواجية" خطابية في موضع رد فعلها على قرار السلطات الجزائرية عدم منح تأشيرات دخول لصحافيين من صحيفة لوموند وقناة كانال بلوس، وهي الازدواجية نفسها التي ترافق وجه العلاقات الجزائرية-الفرنسية وتناقضها بين المحيط الرسمي ولسان الرأي العام في البلدين، معبرا عنها في المشهد السياسي والإعلامي الذي "يستعيد" الحساسية التي تطبع الرواق الثنائي، ما جعله يترسب بشكل واضح في كل المواعيد والمحطات التي تجمع الطرفين لتحيل على واقعية "عدم انسجام" الطروحات الرسمية التي يخوض فيها البلدان مع اتجاه الرأي العام الشعبي الذي يؤثر "التحفظ" وربما "التنافر" لدواع تاريخية فضلت قيادة البلدين "النأي" بها عن الرهانات الحاضرة والمستقبلية.

أنظر أيضا :

    وتماشيا مع هذا الطرح، أبانت الحكومة الفرنسية "تشويشا" متعمدا على موقفها الرسمي كـ"استجابة" مرضية على التشويش الذي يقوده الإعلام الفرنسي على زيارة رئيس وزراء فرنسا إيمانويل فالس إلى الجزائر والدورة الثالثة للجنة الحكومية المشتركة رفيعة المستوى الجزائرية-الفرنسية حيث صرح هذا الاخير لدى وصوله إلى الجزائر أن علاقات بلاده مع الجزائر تتجاوز الثغرات الصغيرة، و أن لدى فرنسا والجزائر رؤية مشتركة حول عدد من المواضيع في رسالة مفادها "تهدئة" التوتر الذي تحاول وسائل الإعلام الفرنسية التصعيد منه، وفي الوقت نفسه يخرج وزير خارجية فرنسا أيرو في تصريح لوكالة الأنباء الفرنسية، على هامش اجتماع مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى في هيروشيما، اعتبر فيه أن قرار الجزائر "انتهاك لحرية الصحافة"، وأنه "بمثل هذه القرارات لا يمكن أن تتحقق حرية الصحافة" وهو تدخل سافر في شأن قرار "سيادي" ، ومناقض للخط الذي وفد به فالس إلى اللجنة الحكومية المشتركة بالعاصمة، ليكون المشهدان مماثلين لموقع التصريحين لما تمثله الجزائر من مصالح كبرى لفرنسا والتزامات دولة استعمارية طُردت بالقوة وتسعى لتليين العلاقة وتطبيعها بعيدا عن صفحة الماضي، ولما تمثله هيروشيما من موقع انتصار لدول الحلفاء ومن بينهم فرنسا في الحرب العالمية الثانية.