رئيس الفاف .. المتغير الثابت في المعادلة

3 minute read

غادر مساء أمس التقني كريستيان غوركوف ، أرض الوطن بإتجاه مسقط رأسه فرنسا ، بعد تجربة دامت قرابت العامين على رأس العارضة الفنية لـ"الخضر" ، وهي التجربة التي ذاق خلالها المر و الحلو ، كما عاشوه سابقوه من الشيخ رابح سعدان ووصولا إلى وحيد حاليلوزيتش .

غادر مساء أمس التقني كريستيان غوركوف ، أرض الوطن بإتجاه مسقط رأسه فرنسا ، بعد تجربة دامت قرابت العامين على رأس العارضة الفنية لـ"الخضر" ، وهي التجربة التي ذاق خلالها المر و الحلو ، كما عاشوه سابقوه من الشيخ رابح سعدان ووصولا إلى وحيد حاليلوزيتش .
ورغم تعاقب المدربين و تعاقب الايام والسنوات ، إلا أنه في كل مرة " يتحجج " المغادرون سواء مجبرون أو طوعا ، بـ "المحيط" الذي يصعب التعامل معه ، وهو المحيط الذي أجبر رابح سعدان على رمي المنشفة بعد مباراة تانزانيا في سبتمبر 2010 و بن شيخة على الإستقالة بعد رباعية المغرب بمراكش في جوان 2011 و حاليلوزيتش الذي رفض البقاء في الجزائر في جويلية 2014 بعد نهائيات مونديال البرازيل ، رغم إلحاح المسؤول الاول على البلاد عبد العزيز بوتفليقة .
وإذا كان القائمون على الكرة يحاولون " إيهام " الجمهور الكروي أن الاشكالية في مغادرة هؤلاء المدربين تكمن في أيادي أجنبية ولو في هذه المرة تم تشخيص هذه الايادي وتلفيق التهمة لـ "الصحافة " الجزائرية وليست الاجنبية ، التي تشوش على عمل التقنيين ، إلا أن الاكيد أن المحيط الذي تكلم عنه حاليلوزيتش وقبله سعدان و غيرهما ليس الصحافة و لا شيئا أخر إلا المحيط .
وفي لغة الرياضيات ، التي يحسنها التقني غوركوف بحكم إختصاصه في بادىء مشواره المهني (أستاذ في الرياضيات) ، نجد أن المتغير الثابت في كل هذه المعادلات (إستقالة المدربين ) ، هو رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم محمد روراوة ، الرجل الذي بقي صامدا وبقي معه المنتخب الوطني صامدا دون أن يتأثر بمجيء أو مغادرة التقنيين للعارضة الفنية للمنتخب، وهي الرسالة التي فهمها حاليلوزيتش وبعده مواطنه غوركوف عندما قررا المغادرة دون رجعة.
الرجل القوي في مبنى دالي براهيم لا يريد " الظل" مهما كان وزن الذي يقابله ، فهو الامر و الناهي في المنتخب وفي الإتحاديثة وفي شؤون الكرة الجزائرية على العموم ، حتى أنه صاحب قانون "الباهاماس" الذي سمح للمنتخبات الافريقية و بالاخص المنتخب الجزائري الاستفادة من أبنائه مزدوجي الجنسية ، وهي نقطة قوة المنتخب الذي لن يتأثر بذهاب غوركوف ، بدليل أن الفاف قررت إسناد العارضة الفنية للمنتخب في مباراته أمام السيشل في جوان 2016 ، للمساعد نبيل نغيز رفقة يزيد منصوي ، وهي رسالة واضحة أن المنتخب لا و لن يتاثربرحيل غوركوف ، خاصة وأن نقطة واحدة من مجموع ست نقاط كافية لرفاق محرز لإنتزاع ورقة التأهل إلى كان الغابون 2017 .
شخصيو رئيس الفاف جعلته يتحكم في كل صغيرة وكبيرؤة تخص المنتخب ، ليرسم مقولة انه رئيس المنتخب الوطني لكرة القدم وليس رئيسا للاتحادية الجزائرية لكرة القدم ، فالاموال التي جلبها للمنتخب عن طريق " السبونسورينغ " وغيرها من الاموال التي تعج بها خزينة الفاف ، جعلت روراوة يطبق سياسة " الاكتفاء الشخصي " وليس الذاتي في تسيير المنتخب ، فلا مدرب ولا مسؤول أخر يقود سفينة " الخضر" إلا هو ، لا غيره ، وهو المنطق الذي فهمه المدربون من رابح سعدان على غوركوف ، ليقتنعوا أن وجودهم أو عدمه لا يهم ، في ظل معادلة رئيس الفاف ذي المزاج الصعب و " الديكتاتوري " في بعض الاحيان ، وهو ما يدفعه في الاخير لرمي منشفة الاستسلام أمام رجل لا يريد سماع كلمة " لا " في وجهه و الاكثر من هذا لا يريد أن تنزع منه صفة " النجومية" في منظومة هو الذي صنعها وباركتها السلطات العليا في البلاد.



أنظر أيضا :